شمس الدين الطالبي: موهبة كروية صاعدة تختار حمل القميص المغربي
بات شمس الدين الطالبي، لاعب كلوب بروج البلجيكي، محط أنظار المتابعين للكرة المغربية بعد اختياره تمثيل منتخب “أسود الأطلس” على حساب منتخب بلجيكا. يعد الطالبي (19 عاماً) من المواهب الشابة الواعدة التي تألقت في الدوري البلجيكي ودوري أبطال أوروبا خلال الموسم الحالي، وأصبح جاهزاً للمشاركة في مباراة المغرب ضد تنزانيا اليوم ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026، بعد تعافيه من إصابة عضلية حرمته من المشاركة في المباراة السابقة أمام النيجر.

خلفية شمس الدين الطالبي وأصوله المزدوجة
ولد شمس الدين طالبي في بلجيكا من أب مغربي وأم بلجيكية، مما منحه أحقية تمثيل المنتخبين قانونياً على الصعيد الدولي. هذه الخلفية المزدوجة جعلته محور تنافس حاد بين الاتحادين المغربي والبلجيكي، خاصة مع تألقه اللافت مع فريقه كلوب بروج.
سبق للطالبي تمثيل منتخبات بلجيكا للفئات السنية، حيث كان آخر ظهور له في مارس 2023 مع منتخب تحت 18 عاماً في مباراة انتهت بالتعادل السلبي أمام كرواتيا. ورغم اهتمام المدرب الجديد للمنتخب البلجيكي، رودي غارسيا، بضمه للشياطين الحمر، فإن الجهود المكثفة للاتحاد المغربي نجحت في استمالته لاختيار تمثيل أسود الأطلس.
مسيرة الطالبي مع كلوب بروج
يتمتع شمس الدين الطالبي بموهبة كروية مميزة ظهرت جلياً خلال مشاركاته مع كلوب بروج في الموسم الحالي 2024-2025. حيث شارك في 30 مباراة بمختلف المسابقات، وساهم في 9 أهداف ما بين صناعة وتسجيل.
كان تألقه ملفتاً بشكل خاص في الدوري البلجيكي، حيث سجل 5 أهداف، مما أسهم في رفع قيمته السوقية إلى 3 ملايين يورو وفقاً لموقع “ترانسفير ماركت”. يمتاز الطالبي بقدرته على اللعب في أكثر من مركز، حيث يُجيد اللعب في مركزي الجناح الأيمن وصانع الألعاب، مما يمنح المدربين مرونة تكتيكية في الاستفادة من إمكاناته.

حسم الجدل واختيار القميص المغربي
بعد فترة من التردد والمفاوضات المكثفة من الجانبين المغربي والبلجيكي، حسم شمس الدين الطالبي قراره باختيار تمثيل المنتخب المغربي. كان هذا القرار محل اهتمام كبير، خاصة أن رودي غارسيا، المدرب الجديد لمنتخب بلجيكا، كان يضع الطالبي على رأس قائمة اللاعبين أصحاب الجنسية المزدوجة الذين يستهدفهم للانضمام للمنتخب البلجيكي.
في المقابل، كثّف الاتحاد المغربي من اتصالاته باللاعب، وقد استطاع في النهاية إقناعه بحمل قميص “أسود الأطلس”، ليصبح إضافة نوعية للمواهب الشابة التي يعتمد عليها المدرب وليد الركراكي في مشروعه الكروي الطموح مع المنتخب المغربي.
التوقعات حول مستقبل الطالبي مع المنتخب المغربي
تُعقد آمال كبيرة على شمس الدين الطالبي كإضافة نوعية للمنتخب المغربي. فمهاراته الفنية العالية، وقدرته على اللعب في أكثر من مركز، وخبرته رغم صغر سنه في دوري أبطال أوروبا، كلها عوامل تجعله مؤهلاً للعب دور مهم مع “أسود الأطلس” في المستقبل.
مع انضمام الطالبي، يزداد رصيد المنتخب المغربي من المواهب الشابة، والتي تمثل أحد أهم ركائز مشروع الركراكي لتطوير المنتخب والوصول به إلى مستويات أعلى، بعد النجاح المميز في مونديال قطر 2022.
الطالبي ومباراة تنزانيا
تشير آخر المستجدات إلى أن شمس الدين الطالبي بات جاهزاً للمشاركة مع المنتخب الوطني المغربي في المواجهة ضد تنزانيا، المقررة اليوم الثلاثاء، بعد تعافيه من الإصابة العضلية التي تعرض لها خلال آخر ظهور له مع فريقه قبل الانضمام إلى المعسكر الإعدادي للمنتخب المغربي.
كان الطالبي قد غاب عن المباراة السابقة للمنتخب المغربي أمام النيجر بسبب هذه الإصابة، لكن حالته الصحية تحسنت بشكل ملحوظ خلال الأيام الماضية، مما مكّنه من دخول قائمة العناصر المتاحة للمدرب وليد الركراكي في لقاء اليوم.
احتمالية مشاركته في التشكيلة الأساسية
بالنظر إلى التشكيلة المتوقعة للمنتخب المغربي في مباراة اليوم ضد تنزانيا، يبدو أن الركراكي قد يعتمد على تشكيلة تضم في خط الهجوم كلاً من يوسف النصيري، إبراهيم دياز، وعبد الصمد الزلزولي. وبالتالي، من المرجح أن يبدأ الطالبي المباراة على مقاعد البدلاء، خاصة أنه عائد للتو من إصابة.
مع ذلك، فإن وجوده ضمن قائمة اللاعبين المتاحين يفتح المجال أمام مشاركته كبديل خلال المباراة، مما قد يمنحه فرصة الظهور الأول بقميص المنتخب المغربي والبدء في مشواره الدولي مع “أسود الأطلس”.
خاتمة
يمثل انضمام شمس الدين الطالبي للمنتخب المغربي مكسباً مهماً للكرة المغربية، ونجاحاً للاتحاد المغربي لكرة القدم في استقطاب اللاعبين المغاربة المولودين بالخارج. موهبته الكروية وإمكاناته الفنية العالية تجعله إضافة نوعية للمنتخب، ومن المتوقع أن يلعب دوراً مهماً في المستقبل.
تبقى مباراة اليوم أمام تنزانيا فرصة محتملة للجماهير المغربية لمشاهدة الطالبي بقميص المنتخب للمرة الأولى، ولو كبديل. وستكون هذه المشاركة، إن تحققت، بداية مشوار دولي قد يكون مميزاً لموهبة كروية واعدة يعقد عليها المغاربة آمالاً كبيرة.